بحيث آثر البقاء هناك لمّا وجد المجال مفتوحاً أمامه والحاجة إليه ماسّة ، ومن المرجّح أنّه استفاد كثيراً من الفكر الصوفي الرائج في الساحة لإغناء رؤاه الفلسفية والكلامية ، الأمر الذي جعله يتأوّه على خلوّ الحوزات العلمية من الذوق العرفاني ، وافتقار ديار التشيّع إلى الحماس للمعرفة ، فأراد أن يبثّ روحاً جديدة في العقيدة بمزجها بما يجعلها تجاوبه مع روح العصر ، مصبوبة في قالب جديد مشوّق دون أن يخلّ هذا التعديل بالأسس والأصول مع علمه أنّ في الجنوح الصوفي مزالق ومزالق ...! لذلك صمّم على الخوض فيها مع الحذر ومحاولة التصحيح. وقد أشار المؤلّف في كتابه إلى أجواء الحرّية التي رافقت ابن أبي جمهور في كلّ مراحل حياته وفي كلّ أرض وطئها ، وفي مسقط رأسه تنعّم بنسيم الحرّية ، وفي العراق استقرّت |
|
الأمور بعد السنوات الثلاث لهجرته حيث عادت أجواء الحرية والانطلاق من جديد. الحجم : وزيري. عدد الصفحات : ٢٨٨. نشر : جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي لإحياء التراث ـ قم ـ إيران. * العطاء العلمي والفقهي عند الشيخ محمّد ابن أبي جمهور الأحسائي. تأليف : محمّد عليّ الحرز. تكمن أهمّية البحث عن الشيخ ابن أبي جمهور الأحسائي في كونه المفتاح والشفرة لفكّ رموز الحقبة العلمية التي عاشها خلال القرنين التاسع والعاشر الهجري في منطقة الأحساء ، وهي الفترة التي كانت عصيبة ويشوبها الكثير من الغموض على مستوى الحراك العلمي والاتّجاه الديني وطبيعته في ذلك الزمن ، فقد شرح في |