إحدى رسائله الهامّة الوضع العلمي في البلاد والجهد الكبير الذي بذله من أجل تغييره. فبالإضافة إلى قلّة الدراسات التي تناولت شخصيّته وفكره ورؤاه في الجوانب المختلفة فإنّ معظم ما هو موجود منها يتعرّض للأبعاد المألوفة في كتب التراجم ، خاصّة أنّ الكثير ممّا كتب عنه مكرّر ومتشابه المحتوى. كما أنّه أوّل شخصية في التاريخ الشيعي كتب رسالة مفصّلة في (علم الاستعداد) ، بل ووضع المصطلح له ولكن تحت عنوان (أهل الاستعداد) وقد كرّره عدّة مرّات في رسالته (كاشفة الحال). وهو علم يدور حول الخطوات العلمية التي يتدرّج فيها طالب العلم نحو المراتب العلمية العالية. ويعتبر من العلوم التي في غاية الأهمّية. يتحدّث الكتاب عن شخصية ابن أبي جمهور الأحسائي من حيث |
|
الحجم الفقهي والمكانة العلمية ، وهو يتقدّم على غيره من العلماء في جانب كثرة المصنّفات ، وتعداد الرؤى الفكرية التي كان يمتلكها في معظم الأصعدة العلمية الهامّة ، فكان له مساهمة هامّة فيها لا تقلّ عن دور وعطاء كبار العلماء في القرنين التاسع والعاشر الهجري ، أهمّية هذا الكتاب تجعل منه مفتاحاً لفكّ رموز الحقبة العلمية التي عاشها ابن أبي جمهور ، خصوصاً أنّها فترة يشوبها الكثير من الغموض على مستوى الحراك العلمي والاتّجاه الديني في تلك المرحلة الزمنية ، وتكمن أهمّية الكتاب كذلك بأنّه يكشف ما بقي مجهولاً من شخصية ابن أبي جمهور كالبحث حول سيرته العلمية وحياته الكفاحية من أجل نشر العلم والإصلاح الديني في المجتمع ، وهو له جولات وصولات فقهية مثيرة للجدل ، فقد تصدّى للنهي عن تقليد الأموات من الفقهاء والتأكيد |