( التخميس )
هو تسميط القصيدة أو المقطوعة أو البيت الواحد ، بتعليق ثلاثة أشطر وتقديمها على مصراعي البيت ، بقافية واحدة متوافقة مع قافية أول المصراعين وإبقاء المصراع الثاني من البيت على حاله متحدة قافيته مع المصراع الثاني في سائر الأبيات وقد تزاد على المصراعين أربعة أشطر كذلك فهو تسديس متحدة القافية في الخمسة الأولى أو تزاد خمسة كذلك فهو التسبيع وهكذا ، وقد لا يكون أصل يزاد عليه بل ينشأ المنظوم من الأول مربعا متحدة القافية في الثلاثة الأولى أو مخمسا أو مسدسا وهكذا فكل ذلك من أنواع التسميط في الشعر بإيجاد قافية أخرى تخالف قافية المصراع الأخير للأبيات وعلى ذلك فليس من التسميط ما صنعة إمام العربية واللغة صاحب الجمهرة محمد بن الحسن بن دريد المتوفى في (٣٢١) في قصيدة الآداب والأمثال ذات الأشطر الثلاثة التي أوردها العلامة الكراجكي في أوائل كنز الفوائد أولها :
ما طاب فرع لا
يطيب أصله |
|
حمى مؤاخاة
اللئيم فعله |
وكل من آخى لئيما مثله |
لأنها متحدة القافية في كل ثلاثة أشطر إلى تمام مائة وخمسة وستين شطرا ، ولا بد في التسميط من قافيتين مختلفين ، بل هي نظير المثنوي عند شعراء الفرس والأراجيز المزدوجة عند شعراء العرب المتحدة القافية في كل مثنى مثنى وفي هذه اتحدت القافية في كل ثلاث ، ويقال لها المزدوجة أيضا كما صرح به في معجم الأدباء وفي الوافي بالوفيات للصفدي في ترجمه أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سمره الفزاري فقالا : له قصيدة تقوم مقام الزيجات وهي مزدوجة طويلة ، أولها :
الحمد لله العلي الأعظم ذي الفضل والمجد الكبير الأكرم الواحد الفرد الجواد المنعم. وقد يزيد الشاعر بين مصراعي البيت شطرين تامين مناسبي المعنى مع المصراعين ، يجعل أولهما ذيل المصراع الأول وثانيهما صدر المصراع الثاني فيسمى تشطيرا ، كما أنه قد يدخل في البيت جملة شايعة بلفظها فيسمى تضمينا ، أو ما يؤدي معنى تلك الجملة فيسمى اقتباسا ، إلى غير ذلك من الصنائع التي يتفنن بها الشعراء إثباتا لاقتدارهم على تتبع أفكار غيرهم وإنشاء المطالب على ما اختاره ذلك الغير من النظام وعمد إليه من الروي والوزن ، والتخميس