وتوضيح ذلك : أنّ الحديث التفسيري ـ بصفة كونه حديثاً ـ يشمل كلّ ما يحكي عن شيء من شؤون المعصومين عليهمالسلام وأحوالهم ، من قول أو فعل أو تقرير ، أو نحو ذلك ، وبقيد تعلّقه بالتفسير يشمل كلّ حديث يمكن أن يقع فى طريق إيضاح معاني القرآن الكريم.
أهمّية حقبة الإمام الرضا عليهالسلام.
كلُّ واحد من أئمّة أهل البيت عليهمالسلام إنّما هو مصباحٌ مضيء على طريق هداية البشر ومصداقٌ لما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في باب الثقلين ، فإنّ تعاليمهم عليهمالسلامجنباً إلى جنب القرآن الكريم مهّد طريقاً مخلّداً لهداية البشر ، ومن بينهم عليهمالسلامالإمام الرضا عليهالسلام فإنّه وبسبب الأجواء الخاصّة السياسية منها والثقافية التي أحدقت به عليهالسلامآنذاك صارت له بعض الخصائص التي جعلت سيرته وتعاليمه متمايزة من بين سائر الأئمّة عليهمالسلام ، فإن الأحاديث والتعاليم التي وصلت إلينا من الإمام الرضا عليهالسلامتشير إلى استمرارية سنّة أهل البيت من رسول الله (صلى الله عليه وآله)ومن منشأ الوحي وذلك لأنّ الإمام الرضا عليهالسلام هو إمام من أئمّة أهل البيت عليهمالسلامومصداق من مصاديق الثقلين ، فقد قال الإمام الرضا عليهالسلام : «إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذَّة بالقَذَّة»(١).
فقد وصلتنا عن الإمام الرضا عليهالسلام في تفسير وتوضيح آيات القرآن الكريم روايات كثيرة ، فقد جاء إلى الإمام الرضا عليهالسلام في مكّة رجل قال له :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) بصائر الدرجات : ٣١٦.