«إنّك لتفسِّر من كتاب الله ما لم تسمع به؟ فقال أبو الحسن عليهالسلام : علينا نزل قبل الناس ، ولنا فُسِّرَ قبل أن يفسّر في الناس ، فنحن نعرف حلاله وحرامه ، وناسخه ومنسوخه ، وسفريه وحضريه ، وفي أيِّ ليلة نَزَلَت كم من آية ، وفيمن نزلت وفيما نزلت»(١).
من الأمور المثيرة للإنتباه في روايات الإمام الرضا عليهالسلام هو الاهتمام بالعلوم المعروفة لدينا اليوم بالعلوم القرآنية وتفسير القرآن التي تمهِّد للقارىء فهم كتاب الله بنحو أفضل.
هذا وإنّ البحث في الروايات الرضوية ودراستها إنّما هو لتبيين مكانة الإمام الرضا عليهالسلام في تبيين العلوم القرآنية والتفسير وتأثير تعاليمه على هذه المباحث ، وهو الهدف من تأليف مقالتنا هذه؛ وقد تناولنا هذه الدراسة من أربعة جهات وهي :
المباني القرآنية عند الإمام الرضا عليهالسلام ، المناهج التفسيرية ، القواعد التفسيرية ، والمقاصد التفسيرية.
أوّلاً : المباني القرآنية عند الإمام الرضا عليهالسلام.
من أهمِّ الأدوار التي قام بها المعصومون عليهمالسلام هو عرضهم المباني والأُسُس التفسيرية في منهجية تفسير القرآن الكريم التي أشاروا إليها دائماً في أقوالهم وتعاليمهم التفسيرية؛ وإنّ التأمّل في الروايات التفسيرية للإمام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) بصائر الدرجات : ٢١٨ ، وسائل الشيعة ٢٧/١٩٧ ، بحار الأنوار ٢٣/١٩٦.