الرضا عليهالسلام تبيّن أنّ أهمّ المباني لمعرفة القرآن في رواياته عليهالسلام هي عبارة عن :
١ ـ خلود القرآن :
إنّ القرآن الكريم هو آخر كتاب سماوي لهداية البشر ، بناءً على هذا لابدّ أن تكون قوانينه بحيث يمكنها أن تؤدِّي دورها في هداية المجتمع البشري إلى يوم القيامة ، ويستلزم هذا المبنى بأن تكون للقرآن أحكام خالدة ومطابقة لحاضر البشر ومستقبله ، كما يستلزم أيضاً أن يكون للقرآن باطن عميق ، وقد نقل الإمام الرضا عليهالسلام بواسطة أبيه رواية عن الإمام الصادق عليهالسلام «إنّ رجلاً سأل أبا عبد الله عليهالسلام ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلاّ غضاضة؟ فقال : إنّ الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس فهو في زمان جديد وعند كلِّ قوم غضٌّ إلى يوم القيامة»(١).
٢ ـ صيانة القرآن الكريم من التحريف :
إنّ عدم إمكان تحريف القرآن الكريم هو واحد من أهمِّ المباني في معرفة القرآن بحيث إنّ إثبات هذا الأمر بحاجة إلى أدلّة قطعية.
في رواية قال الإمام الرضا عليهالسلام : « ... لا يَخْلَقُ من الأزمِنة ولا يَغثُّ على الألسنة لأنّه لم يجعل لزمان دون زمان بل جعل دليل القرآن وحجّةً على كلِّ إنسان (لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيم حَمِيد)(٢)»(٣). فمن هذه الرواية يمكننا استنباط صيانة القرآن الكريم من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) عيون أخبار الرضا ٢/٨٧ ، البرهان في تفسير القرآن ١/٦٦.
(٢) فصلت : ٤٢.
(٣) عيون أخبار الرضا ٢/١٣٠ ، البرهان في تفسير القرآن ١/٦٥.