ثانياً : المناهج التفسيرية عند الإمام الرضا عليهالسلام.
المناهج التفسيرية هي عبارة عن أساليب يتّخذها المفسِّرون لكشف معاني آيات القرآن وألفاظه ، وبالرغم من أنّ هذه الأساليب متعدِّدَة ألاّ أنّه يمكننا أن نقول : إنّ هناك طريقتين كلّيّتين منذ عهد الصحابة وحتّى زماننا هذا قد اتُّخِذَتا في تفسير القرآن الكريم :
الأوّل المنهج التفسيري بالمأثور ، والآخر هو المنهج التفسيري العقلي ـ الاجتهادي :
والمراد من المنهج التفسيري بالمأثور هو تفسير آيات القرآن عن طريق نفس آيات القرآن (تفسير القرآن بالقرآن) وعن طريق الأحاديث والروايات الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمعصومين عليهمالسلام كما هو ديدن علماء الشيعة في التفسير ، وأمّا السنّة فبالاستفادة من الروايات الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) والصحابة.
وفي المنهج الثاني فإن التدبّر العقلي له الدور الأساسي بمختلف محاوره الكلامية واللغوية والفلسفية والعرفانية والفقهية و .... التي تتمحور حول هذا المنهج العقلي ـ الاجتهادي.
ومع التأمّل في الروايات التفسيرية للإمام الرضا عليهالسلام ندرك أنّ رواياته التفسيرية عليهالسلام قد جاءت في شتّى المجالات الاعتقادية والاجتماعية والفقهية وذلك ابتناءاً على الاعتقاد بشمولية القرآن وبكونه مرجعاً في جميع الأمور ، ففي ظلِّ هذه المباني القويمة والأصول الأصيلة يمكننا أن نشير إلى المناهج