معرفة القرآن الكريم الّتي تمّت الإشارة إليها في روايات الإمام الرضا عليهالسلام ، ففي رواية سأل فيها الريّان بن الصلت من الإمام الرضا عليهالسلام عن القرآن فأجابه الإمام عليهالسلام قائلاً : «كلام الله لا تتجاوزوه وتطلبوا الهدى في غيره فَتضلُّوا»(١) فبناءً على هذه الرواية فإنّ عالم آل محمّد (صلى الله عليه وآله) جعل الهداية منحصرةً في القرآن وعدّ طلبها من غيره ضلالةً.
وفي حديث الإمامة الصادر عن الإمام الرضا عليهالسلام أيضاً جاء فيه أنّه قال : «إنّ الله تبارك وتعالى لم يقبض نبيّه (صلى الله عليه وآله) حتّى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كلِّ شيء بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه كملاً»(٢).
وقد روى محمّد بن موسى الرازي عن أبيه قال : «حدّثني أبي قال : ذكر الرضا عليهالسلام يوماً القرآن فعَظّمَ الحجّة فيه والآية والمعجزة في نظمه قال : هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى المؤدّي إلى الجنّة والمنجي من النار لا يَخْلَقُ على الأزمنة ولا يغثّ على الألسنة لأنّه لم يُجعَل لزمان دون زمان بل جُعِلَ دليل البرهان والحجّة على كلِّ إنسان (لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيم حَمِيد)(٣)»(٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) التوحيد : ٢٤٤.
(٢) عيون أخبار الرضا ١/٢١٦.
(٣) فصلت : ٤٢.
(٤) عيون أخبار الرضا ٢/١٣٠.