عن قابلية فهم القرآن ، كما أنّ الروايات التي تُرشد وتُأكّد على عرض الآيات المتشابهات من القرآن الكريم على الآيات المحكمات أيضاً إنّما هي حاكية عن إمكان وقابلية فهم القرآن ، وذلك ما جاء في قول الإمام الرضا عليهالسلام حيث قال : «من ردّ متشابه القرآن إلى محكمه هُدِي إلى صراط»(١) فإنّ هذه الرواية تدلُّ على فهم القرآن من ثلاثة أبعاد : الفهم المباشر في إحكام الآيات المحكمات ، فهم التشابه في الآيات المتشابهات ، ردّ المتشابه على المحكم وذلك لفهمه.
٥ ـ القرآن كتاب هداية :
إنّ الكثير من آيات القرآن تكشف لنا عن حقيقة أنّ القرآن كتاب هداية وذلك مثل قوله تعالى في الآيات التالية :
ـ (ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(٢).
ـ (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)(٣).
ـ (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَاب مُبِين * هُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)(٤).
فإنّ هذه الخصوصية للقرآن الكريم هي الأخرى تعدُّ واحدةً من مباني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) عيون أخبار الرضا ١/٢٩٠.
(٢) البقرة : ٢.
(٣) النحل : ١٠٢.
(٤) النمل : ١ ـ ٢.