أ ـ ففي آية (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)(١) قال الإمام الرضا عليهالسلام : «نعم الذكر رسول الله ونحن أهله ، وذلك بيّن في كتاب الله عزّ وجلّ حيث يقول في سورة الطلاق : (فَاتَّقُوا الله يَا أُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ الله إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ الله مُبَيِّنَات)(٢) فالذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونحن أهله»(٣) ، فإنّ الإمام الرضا عليهالسلامقد استفاد هنا من طريقة تفسير القرآن بالقرآن في صدد إثبات هذا الأمر ، وهو أنّ المراد من (أهل الذكر) في الآية هم الأئمّة الأطهار عليهمالسلام ، واستناداً على الآية التي مرّت علينا آنفاً من سورة الطلاق التي جعلت للرسول عنوان (الذكر) فقد استفاد الإمام الرضا عليهالسلام منها كذلك ليعرّف نفسه أنّه من أئمّة أهل البيت عليهمالسلام.
ب ـ وفي رواية عن الإمام الرضا عليهالسلام لما سئل عن قوله تبارك وتعالى : (خَتَمَ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ)(٤) فقال عليهالسلام : «الختم هو الطَّبع على قلوب الكفّار عقوبةً على كفرهم ، كما قال عزّ وجلّ : (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)(٥)»(٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الأنبياء : ٧.
(٢) الطلاق : ١٠ ـ ١١.
(٣) عيون أخبار الرضا ١/٢٣٩.
(٤) البقرة : ٧.
(٥) النساء : ١٥٥.
(٦) عيون أخبار الرضا ١/١١.