العوام على تثقيلها لكسر الحاء ، وقد خفف بعض أهل المدينة : (نحسات) (١).
قال : [وقد سمعت بعض العرب ينشد :
أبلغ جذاما ولخما أن إخوتهم |
|
طيا وبهراء قوم نصرهم نحس] (٢). |
وهذا (٣) لمن ثقّل ، ومن خفّف بناه على قوله : (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) (٤).
وقوله : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) (١٧).
القراءة برفع ثمود ، قرأ بذلك عاصم ، وأهل المدينة والأعمش. إلا أن الأعمش كان (٥) يجرى ثمود فى كل القرآن إلا قوله : (وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ) ، فإنه كان لا ينون ، لأنّ كتابه بغير ألف. ومن أجراها جعلها اسما لرجل أو لجبل ، ومن لم يجرها جعلها اسما للأمة التي هى منها قال : وسمعت بعض العرب يقول : تترك بنى أسد وهم فصحاء ، فلم يجر أسد ، وما أردت به القبيلة من الأسماء التي تجرى فلا تحرها ، وإجراؤها أجود فى العربية مثل قولك : جاءتك تميم بأسرها ، وقيس بأسرها ، فهذا مما يجرى ، ولا يجرى مثل التفسير فى ثمود وأسد.
وكان الحسن يقرأ : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) بنصب (٦) ، وهو وجه ، والرفع أجود منه ، لأنّ أمّا تطلب الأسماء ، وتمتنع من الأفعال ، فهى بمنزلة الصلة للاسم ، ولو كانت أمّا حرفا يلى الاسم إذا شئت ، والفعل إذا شئت كان الرفع والنصب معتدلين مثل قوله : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) (٧) ، ألا ترى أنّ الواو تكون مع الفعل ، ومع الاسم؟ فتقول : عبد الله ضربته وزيدا تركته ؛ لأنك تقول : وتركت زيدا ، فتصلح فى الفعل الواو كما صلحت فى الاسم ، ولا تقول : أمّا ضربت فعبد الله (٨) ، كما تقول : أمّا عبد الله فضربت ، ومن أجاز النصب وهو يرى هذه العلة [١٦٥ / ب] فإنه يقول :
__________________
(١) جاء فى تفسير الطبري : قرأ عامة قراء الأمصار غير نافع وأبى عمر وفى أيام نحسات بكسر الحاء ، وقرأ نافع وأبو عمر ونحسات بسكون الحاء ، وكان أبو عمرو فيما ذكر لنا عنه يحتج لتسكينه الحاء بقبوله «يوم نحس مستمر» تفسير الطبري ٢٤ / ٦٠.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط فى ش. وفى تفسير الطبري ورد البيت : طيا وبهزا (وهو تصحيف) وانظر البحر المحيط ٧ / ٤٨١.
(٣) فى ب ، ش فهذا.
(٤) سورة القمر الآية : ١٩.
(٥) ساقط فى ح : «إلا أن الأعمش كان.
(٦) وهى قراءة ابن اسحق أيضا (انظر تفسير الطبري ح ٢٤ / ٦١).
(٧) سورة يس الآية ٣٩.
(٨) ضبط (ب) أما ضربت فعبد الله.