اختلاف في التعبير واللفظ والمقصود واحد ، ولكن ننقل الكلام إلى ذلك المقصود الواحد وقد عرفت أنه لا واقع موضوعي له أصلاً ، ولا يخرج عن حد الفرض والخيال.
واما الرابع فقد ظهر جوابه مما ذكرناه بصورة مفصلة من أنه ليس في الجمل الخبرية ، والإنشائية شيء يصلح أن يكون كلاماً نفسياً.
وقد استدل على الكلام النفسيّ بعدة وجوه أخر :
الأول ـ ان الله تعالى قد وصف نفسه بالتكلم في الكتاب الكريم بقوله (وكلم الله موسى تكليما) ومن المعلوم ان التكلم صفة له كالعلم والقدرة والحياة وما شاكلها. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى ان صفاته تعالى قديمة قائمة بذاته ، ولا يمكن ان تكون حادثة ، لاستحالة قيام الحادث بذاته تعالى كقيام الحال بالمحل ، والصفة بالموصوف. نعم يجوز قيام الحادث بها كقيام الفعل بالفاعل. ومن ناحية ثالثة ان الكلام اللفظي حيث أنه مؤلف من حروف واجزاء متدرجة متصرمة في الوجود لا يعقل ان يكون قديماً ، وعليه فلا يمكن ان يكون المراد من الكلام في الآية الكريمة الكلام اللفظي ، ضرورة استحالة كون ذاته المقدسة محلاً للحادث. ومن ناحية رابعة ان الكلام النفسيّ حيث أنه ليس من مقولة الألفاظ فلا يلزم من قيامه بذاته تعالى قيام الحادث بالقديم.
فالنتيجة على ضوء هذه النواحي هي ان كلامه تعالى نفسي ، لا لفظي.
ولنأخذ بالنقد على هذا الدليل : ان صفاته تعالى على نوعين :
(الأول) الصفات الذاتيّة : كالعلم ، والقدرة ، والحياة ، وما يؤل إليها ، فان هذه الصفات عين ذاته تعالى في الخارج ، فلا اثنينية فيه ولا مغايرة ، وان قيامها بها قيام عيني ، وهو من أعلى مراتب القيام وأظهر مصاديقه ، لا قيام صفة بموصوفها ، أو قيام الحال بمحله. ومن هنا ورد