في الروايات ان الله تعالى وجود كله ، وعلم كله ، وقدرة كله. وحياة كله ، وإلى هذا المعنى يرجع قول أمير المؤمنين عليهالسلام في نهج البلاغة كمال الإخلاص به نفي الصفات عنه بشهادة كل صفة أنها غير الموصوف.
(الثاني) الصفات الفعلية كالخلق ، والرزق ، والرحمة ، وما شاكلها فان هذه الصفات ليست عين ذاته تعالى ، حيث ان قيامها بها ليس قياما عينياً كالصفات الذاتيّة. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى ان قيام هذه الصفات بذاته تعالى ليس من قيام الحال بمحله ، والوجه في ذلك ان هذه الصفات لا تخلو من ان تكون حادثة ، أو تكون قديمة ، ولا ثالث لهما ، فعلى الأول لزم قيام الحادث بذاته تعالى ، وهو مستحيل ، وعلى الثاني لزم تعدد القدماء وقد يرهن في محله استحالة ذلك.
فالنتيجة على ضوئهما امران : (الأول) ان مبادئ هذه الصفات أفعاله تعالى الاختيارية. (الثاني) انها تمتاز عن الصفات الذاتيّة في نقطة واحدة وهي ان الصفات الذاتيّة عين ذاته تعالى ، فيستحيل اتصاف ذاته بعدمها بان لا يكون ذاته في مرتبة ذاته عالماً ، ولا قادراً ، ولا حياً ، وهذا بخلاف تلك الصفات ، حيث انها أفعاله تعالى الاختيارية فتنفك عن ذاته ، وتتصف ذاته بعدمها يعني يصح ان يقال : أنه تعالى لم يكن خالقاً للأرض مثلا ثم خلقها ، ولم يكن رازقاً لزيد ـ مثلا ـ ثم رزقه ، وهكذا ومن ثمة تدخل عليها أدوات الشرط ، وما شاكلها ، ولم تدخل على الصفات العليا الذاتيّة. وان شئتم قلتم : ان القدرة تتعلق بالصفات الفعلية وجوداً وعدماً ، فان له تعالى ان يخلق شيئاً ، وله ان لا يخلق ، وله ان يرزق ، وله ان لا يرزق ، وهكذا ، ولم تتعلق بالصفات الذاتيّة أبداً.
وعلى ضوء هذا البيان قد ظهر ان التكلم من الصفات الفعلية دون الصفات الذاتيّة ، وذلك لوجود ملاك الصفات الفعلية فيه ، حيث يصح