وذكر الخير على سبيل العموم من جانب آخر ، ممّا سيضفي إبهام ذكر الخير وعدم تحديده بوقت معيّن ، فمتى ذُكِرَ أو سَيُذكَر الخير يكونون أهل البيت عليهمالسلام أوّله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه ، ولكن هذا الأمر لا يعني العكس ، بأنَّه إنْ لم يُذكَر الخير لم يكونوا أوّله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه ، بل إنَّهم هكذا على كلّ حال سواء ذُكر الخير أم لم يُذكَر ، لأنَّ كلَّ خير يرجع إليهم ويبدأ منهم ، لأنّهم سببه(١) ، فأصل الخير ومبتدؤه ومنتهاه لا يتوقّف على ذكر الخير ، بل هم هكذا في كلّ حال ، ومنه يتّضح أنّ العلاقة السببية بين الشرط والجواب قد تنتفي في بعض الأحيان ، لأنَّه «قد يخرج الشرط عن ذلك ، فلا يكون الثاني مُسبّباً عن الأوّل ، ولا متوقّفاً عليه».(٢)
__________________
(١) ينظر : الأعلام اللامعة : ٢٦٦.
(٢) أسلوب الشرط والقسم من خلال القرآن الكريم : ١٠.