الثاني والثالث : الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني وأبوه علي ابن أبي حمزة :
ـ كان عليّ بن أبي حمزة البطائني من الوكلاء البارزين للإمام الكاظم عليهالسلام ومن المعتمدين في المجتمع الشيعي ، وبعد سجن الإمام الكاظم عليهالسلام كان الشيعة يحملون الكثير من أموال الإمام إلى عليّ بن أبي حمزة وغيره من وكلاء الإمام. وبعد استشهاد الإمام عليهالسلام تسبّبت كثرة هذه الأموال بافتتان بعض هؤلاء الوكلاء ، فقالوا بأنّ الإمام الكاظم هو آخر الأئمّة ، وأنكروا إمامة الإمام الرضا عليهالسلام ، وهكذا تبلور مذهب الواقفية(١).
وعلى الرغم من ذلك فقد ورد اسم عليّ بن أبي حمزة في الكثير من الروايات ، وقد روى عنه كبار المحدّثين من أمثال ابن أبي عمير ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، والحسن بن محبوب ـ من أصحاب الإجماع ـ وكذلك عليّ بن الحكم ، وغيرهم ، وعليه كيف نوفّق بين ذلك وبين الانحراف العقائدي الشديد لعليّ بن أبي حمزة؟
ذكرت هنا احتمالات ، نشير إلى بعضها إجمالاً :
يذهب المحدّث النوري إلى الاعتقاد بأنّ عليّ بن أبي حمزة كان ثقة حتّى بعد تأسيس مذهب الواقفية(٢) ، بيد أنّ الشواهد التاريخية الواضحة تثبت
__________________
(١) فيما يتعلّق بظهور المذهب الواقفي ، انظر : رجال الكشّي ، ص ٤٠٤ / ٧٥٩ / ٨٧١ ، ٤٦٧ / ٨٨٨ ؛ علل الشرائع ، ج ١ ، ص ٢٣٥ ؛ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، ج ١ ، ص ١١٢ / ٢ و ١١٣ / ٣ ؛ غيبة الطوسي ، ص ٦٤.
(٢) خاتمة المستدرك ، ج ٤ ، (مستدرك الوسائل ، ج ٢٢) ، ص ٤٦٨ ـ ٤٧١.