قال أبو المنذر [الكلبي] : سُمي نهر كوثى بالعراق بكوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح عليهالسلام وهو الذي كراه فنُسب إليه وهو جدّ إبراهيم عليهالسلام أبو أمّه بونا(١) بنت كرنبا بن كوثى ، وهو أوّل نهر أخرج بالعراق من الفرات ، ثمَّ حفر سليمان نهر أكلف ثمّ كثرت الأنهار.
وكوثى العراق كوثيان : أحدهما كوثى الطريق ، والآخر كوثى ربى ، وبها مشهد إبراهيم الخليل عليهالسلام وبها مولده(٢) ، وهما من أرض بابل ، وبها طُرِح إبراهيم في النار(٣) ، وهما ناحيتان ، وسار سعد من القادسية في سنة عشر ففتح كوثى ، وقال زهرة بن جؤية(٤) :
لقينا بكوثى شهريار نقوده |
|
عشيّة كوثى والأسنّة جائرة |
__________________
(١) قال أبو بكر أحمد ابن أبي سهل الحلوانيّ: كنّا روينا عن الكلبيّ (نونا) بنونين، وحفظي (بونا) بالباء في أوّله.
معجم البلدان: ٤ / ٢.
(٢) وما زال مشهد مولده قائمٌ إلى يوم النّاس هذه بجوار الصرح ، وقد ذكره السيّد علي بن كريم النيلي (ق٩) في كتابه (السلطان المفرّج عن أهل الإيمان) نقل حكاية وقعت فيه.
(٣) قال محمّد بن أحمد البشاري المقدسي (ت ٣٨٠هـ) في كتابه أحسن التقاسيم : (١٠٩) ما نصّه : «ومدينة إبراهيم كوثا ربا ، وثمّ تلال هي رماد نار نمرود».
(٤) ساعدة بن جؤية الهذلي ، أحد بني كعب ابن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد هذيل بن مدركة ، شاعر محسن جاهلي ، وهو من مخضرمي الجاهلية والإسلام ، وشعره محشوٌّ بالغريب والمعاني الغامضة وليس فيه من الملح ما يصلح للمذاكرة. له : ديوان شعر.
يُنظر : المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء : ١ / ١٠٣ ، معجم الشعراء العرب : ١ / ١٣٦٦ ، أنساب الأشراف : ١١ / ٣٤٥ ، الأعلام : ٣ / ٧٠.