وأمّا بالنسبة إلى ما نقله صاحب الاحتجاج ، فبعد مقابلته مع نسختنا لاحظت نقصان ما أورده ، مضافاً إلى الاختلاف الموجود بينهما.
وقد شوّقني ذلك لتحقيق هذه المناظرة اعتماداً على النسخة المذكورة القديمة الفريدة في نوعها.
وقد وقفت على ترجمة باللغة الفارسيّة لهذه المناظرة بعنوان : «مناظره ى دانشمند ديوانه نما» ، لسپهر الثاني الكاشاني (١٣٤٠ هـ) ، ولكن لم نقف على نسخة من ترجمته ليتبيّن أنّ ترجمته كانت على أيّ تحرير منها.
ولهذه الترجمة نسخة في المكتبة الوطنيّة في طهران برقم : (٣٢٥) ، كتبه محمّد تقي كمال السلطنة خادم مظفّر الدين شاه ، في ذي القعدة سنة (١٣٢٠ هـ) ، في (٣٢) ورق(١).
مناظرة أبي الهذيل في سطور :
إنّ هذه المناظرة عبارة عن قصّة خياليّة بين مجنون ساكن في دير ، وأبي الهذيل العلاّف من أكبر علماء المخالفين في زمانه ، والظاهر أنّ هذه الحكاية وضعت في بيان الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وأنّها واضحة جدّاً ، وأنّ أدلّتها كالشمس البازغة في رابعة النهار ، لا تستطيع العقول إنكارها.
__________________
(١) الذريعة : ٢٢ / ٢٩٢ / ٧١٤٦.