وأشجعهم قلباً؟
قالوا : ابنك أسنّ منه.
قال : فأنا إذاً أسنّ من ابني ، فبايعوني(١).
هذا ، وقد أتى جماعة إلى أبي ذرّ الغفاري فقالوا : يا جندب ، مدّ يدك نبايعك ، فإنّا سمعنا من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : «ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ الغفاري» ، فقال لهم : لستُ بذاك ، بايعوا من الله ورسوله جعله لها وجعلها له ، بايعوا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
وقد اختلف الأنصار حتّى قالوا : منّا أمير ومنكم أمير(٢).
فأين يكون الرضا مع هذا الاختلاف؟
قلت : إذا شدّ البيعة سبعة من المسلمين وجب على صاحبها الاجتهاد.
قال : هذا رأي الخوارج ، وإن كان كذلك وأين السبعة ، وقد قام من الأنصار سعد بن أبي عبادة في سقيفة بني ساعدة يبايعوه ، فجاء أبو بكر وعمر وأبو عبيدة فقالوا للأنصار : ماذا تصنعون؟
قالوا : نبايع سعداً.
__________________
(١) تثبيت الإمامة : ٢٢ ، شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٢٢.
(٢) الكافي : ٨ / ٥٨ / ذيل حديث ١٩ ، الأمالي للسيّد المرتضى : ١ / ١٩٨ ، نهج البلاغة : ١ / ١١٦ ، مسند أحمد : ١ / ٢١ و ٢٩٦ و ٤٠٥ ، صحيح البخاري : ٤ / ١٩٤ و ٨ / ٢٧ ، سنن النسائي ٢ / ٧٤ ، المستدرك للحاكم : ٣ / ٦٧ ، السنن الكبرى للبيهقي : ٨ / ١٤٢ و ١٤٣ و ١٥٢ .. وغيرها من المصادر.