صفحتين ، والصفحة التي في بداية الرواية المروية عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّ بقية الرواية إلى نهايتها هي من كلمات الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهذا ما تشهد له العبارات الواردة في النصّ من قبيل : «سُئل صلوات الله عليه»(١) ، أو «سألوه»(٢) التي ورد ذكرها في هذه الرسالة مراراً وتكراراً ، وفي بعض موارد الحديث نجد تعبيرات تؤكّد على هذا الأمر ، من قبيل :
ـ «لمّا أردت قتل الخوارج بعد أن أرسلت إليهم ابن عبّاس لإقامة الحجّة عليهم ، قلت : يا معشر الخوارج»(٣).
طبقاً لهذه العبارة تكون هذه الرواية قد صدرت عن أمير المؤمنين بعد معركة النهروان مع الخوارج.
ـ ثمّ قال صلوات الله عليه : «وأوصاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : يا عليّ إن وجدت فئة تقاتل بهم ؛ فاطلب حقّك ، وإلاّ فالزم بيتك ، فإنّي قد أخذت لك العهد يوم غدير خمّ بأنّك خليفتي ووصيّي ، يا أبا الحسن حقيق على الله ...»(٤).
ـ «وذلك أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يُكثر من مخاطبتي بأبي تراب»(٥).
والآن نريد أن نرى هل يمكن من خلال قراءتنا لنصّ هذا الحديث أن نحكم بأنّ هذا التفسير من كلام الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام؟
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٩٣ ، ص ١١.
(٢) بحار الأنوار، ج ٩٣، ص ٦ و ١١ و ١٢ و ١٦ و ١٧ ـ مرّتين ـ و ٢٠ و ٢٢ و ٢٣.
(٣) بحار الأنوار ٩٣ / ١٥.
(٤) بحار الأنوار ٩٣ / ١٥.
(٥) بحار الأنوار ٩٣ / ٢٧.