بكر.
قلت : قد رُوي ذلك وما أظنّه حقّاً.
قال : وكيف ذلك وقد أخذ الله ميثاق محمّد باسمه وموضعه فقال عزّ من قائل : (وَمُبَشِّراً بِرَسُول يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)(١).
وقال : (يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ)(٢) ، ولم يذكر عمر بحرف من القرآن ، ويل لكم ممّا تقولون.
ثمّ قال : ورويتم أيضاً في أحاديثكم الباطلة : أنّ عمر كان على المنبر قرأ سارية جيشه بهوازن ، فصاح : يا سارية الجبل ، فسمعه مَن [في] المدينة(٣) ، أعمى الله قلوبكم.
قلت : وقد رُوي ذلك وأنا متوقّف عنه.
__________________
يمضي كما مضت القرون خالياً عن باحث أو منقب ، أو أنّ بواعث الإرهاب يلجم لسانه عن أن ينطق ، ويضرب على يده عن أن تكتب ، ولا تفسح حريّة القلم والمذاهب والأفكار للعلماء أن يبوحوا بما عندهم» (الغدير : ٦ / ٣١٢).
(١) سورة الصفّ : ٦.
(٢) سورة الأعراف : ١٥٧.
(٣) تأويل مختلف الحديث : ١٥٢ ، تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٥٦ ، تاريخ الطبري : ٣ / ٢٥٤ ، الاستيعاب : ٤ / ١٦٠٥ ، إكمال الكمال : ٣ / ٣٩٥ ، تاريخ مدينة دمشق : ٢ / ٣٦٦ و ٢٠ / ٢٤ ، أسد الغابة : ٢ / ٢٢٤ ، الإصابة : ٣ / ٥ ، الكامل في التاريخ : ٣ / ٤٢ ، تاريخ الإسلام : ١ / ٣٨٤ ، الوافي بالوفيات : ٩ / ٢٣٢ ، سبل الهدى والرشاد : ١٠ / ٢٤٠.