فما ظننت إلاّ أنّه نزل على عمر(١) ، فمَن هو عديل النبوّة يكون أفضل من أبي
__________________
(١) ذكره صاحب الاحتجاج وقال بعده : فقال يحيى بن أكثم : وقد روي أيضاً : أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قال : ما احتبس عنّي الوحي قطّ إلاّ ظننته قد نزل على آل الخطّاب. فقال عليهالسلام : وهذا محال أيضاً ؛ لأنّه لا يجوز أن يشكّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في نبوّته قال الله تعالى : (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النّاسِ) سورة الحجّ : [٢٢ / ٧٥] فكيف يمكن أن تنتقل النبوّة ممّن اصطفاه الله تعالى إلى من أشرك به؟!
وقال العلاّمة الأميني في كتاب الغدير : «وأمثال هذه الأكاذيب فإنّ من يكون بتلك المثابة حتّى يكاد أن يبعث نبيّاً لا يفقد علم واضحات المسائل عند ابتلائه أو ابتلاء من يرجع أمره إليه من أمّته بها ، ولا يتعلّم القرآن في اثنتي عشر سنة؟ وأين كان الحقّ والملك والسكينة يوم كان لا يهتدي إلى أمّهات المسائل سبيلاً فلا تسدّده ولا تفرغ الجواب على لسانه ولا تضع الحقّ في قلبه؟ وكيف يسع المسدّد بذلك كلّه أن يحسب كلّ الناس أفقه منه حتّى ربّات الحجال؟! وكيف كان يأخذ علم الكتاب والسنّة من نساء الأمّة وغوغاء الناس فضلاً عن رجالها وأعلامها؟! وكيف كان يرى عرفان لفظة في القرآن تكلّفاً ويقول : هذا لعمر الله هو التكلّف ، ما عليك يا بن أم عمر أن لا تدري ما الإب؟! وكيف كان يأخذ عن أولئك الجمّ الغفير من الصحابة ويستفتيهم في الأحكام؟! وكيف كان يعتذّر عن جهله أوضح ما يكون من السنّة بقوله : ألهاني عنه الصفق بالأسواق؟! وكيف كان لم يسعه أن يعلم الكلالة ويقيمها ولم يتمكّن من تعلّم صور ميراث الجد وكان النبيّ (صلّى الله عليه وآله) يقول : ما أراه يعلمها ، وما أراه يقيمها ، ويقول : أنّي أظنّك تموت قبل أن تعلم ذلك؟! وكيف كان مثل أبي بن كعب يغلظ له في القول ويراه ملهى عن علم الكتاب بالصفق بالأسواق وبيع الخيط والقرظة؟! وكيف كان أمير المؤمنين جاهلاً بتأويل القرآنً؟ وكيف وكيف وكيف وكيف! نعم راق للقوم أن ينحتوا له فضائل ويغالوا فيها ولم يترؤوا في لوازمها ، وحسبوا أنّ المستقبل الكشّاف