جباناً.
وأيضاً ولو وثق أبو بكر بقول الرسول بأنّهم لا يصلون إليه ؛ ما حزن على نفسه لعلّه يقيه(١) ، وأيضاً فإنّ الرسول لا ينهى إلاّ عن السوء والفحشاء.
قال : ورويتم أنّ أبا بكر يوم الحساب : إن شاء جاز الجنّة وإن شاء وقف(٢) ، وهذا هو العجب ، الأنبياء في أهوال ذلك اليوم كلّ واحد يسأل في نفسه ، ورسول الله (صلّى الله عليه وآله) يشفع في أُمّته ، وأبو بكر إن شاء جاز وإن شاء وقف ، أعمى الله قلب مَن رواه.
وأعجب من هذا أنّكم تفضّلون أبا بكر على عمر(٣) ، ثمّ تنسون فتجعلون عمر أفضل من أبي بكر بألف درجة(٤).
قلت : وكيف ذلك؟
قال : رويتم أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قال : احتبس علَيّ الوحي
__________________
(١) كذا في الأصل.
(٢) تاريخ مدينة دمشق : ٣٠ / ١٥٢ ، ذكر أخبار أصبهان : ٢ / ٧٩.
(٣) سنن أبي داود : ٢ / ٣٩٧ / ٤٦٢٨ ، الثقات لابن حبّان : ٩ / ٢٤ ، الاستيعاب : ٣ / ١١٥٠ ، تاريخ مدينة دمشق : ٥٩ / ١٤٢ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٧ / ١٧٤ ، تهذيب الكمال : ٢١ / ٣٢٦ ، البداية والنهاية لابن كثير : ٨ / ١٣٩ ، مجمع الزوائد : ٩ / ٥٨.
(٤) جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : «فلقائل أن يقول : لم قلت : إنّ المسلمين أجمعوا على أنّ أبا بكر أفضل من عمر ، مع أنّ كتب الكلام والتصانيف المصنّفة في المقالات مشحونة بذكر الفرقة العمريّة ، وهم القائلون : إنّ عمر أفضل من أبي بكر ، وهي طائفة عظيمة من المسلمين» (شرح نهج البلاغة : ١٧ / ١٧٤).