أن قتله مظلوماً وهو يصلّي ـ تزوّجها ودخل بها من ليلته ، شهد بذلك عبد الله بن عمر بن الخطّاب وغيره وقالوا لأبي بكر : ارجم خالداً فإنّه زنا ، فلم يتعرّض له ، وأنكر ذلك عمر فخالفه فيه أشدّ المخالفة ، ثمّ لمّا ولّي عمر الخلافة فتغافل عنه أيضاً(١).
ثمّ قال : أخبرني يا أبا الهذيل ، أليس من فضائلكم قوله تعالى : (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ)(٢)؟ ولا تعتبرون في ذلك أيّهما أفضل : مَن بات على فراش رسول الله (صلّى الله عليه وآله) [و] يعرّض نفسه لضرب السيوف ، ولم يحزن ولم يجزع ، أم مَن هو مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) محزونٌ مكروبٌ ، حتّى أحوج أن ينهى عن ذلك ، ويقول له : (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا)(٣).
ولعلّ جاهلكم(٤) يقول : إنّ حزنه على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ لأنّ الرسول ما خاف ، ومَن قال ذلك فقد أعظم على الله وجعل الرسول
__________________
(١) وهذه الواقعة أيضاً مشهورة تجدها في جميع كتب التواريخ والسير وكتب الكلام ، وهي إحدى موارد الطعن في أبي بكر بن أبي قحافة ، لاحظ : التعجّب للكراجكي : ١٠٨ ، تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٣١ ، تاريخ الطبري : ٢ / ٥٠٢ ، أُسد الغابة : ٤ / ٢٩٥ ، الكامل في التاريخ : ٢ / ٣٥٩ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٧ / ٢٠٢ ، وفيات الأعيان : ٦ / ١٥ ، المواقف للإيجي : ٣ / ٥٩٩ ، كنز العمّال : ٥ / ٦١٩ / ١٤٠٩١.
(٢) سورة التوبة : ٤٠.
(٣) سورة التوبة : ٤٠.
(٤) في الأصل زيادة : (أن).