والمنسوخ؟
وأنتم تعلمون أنّ أبا بكر ما كان يحفظ القرآن جميعه ، وقد جعل الله تعالى أحكامه كلّها في القرآن ، وقد يحمد الله غير مدّع للعلم.
ويدلّ على ذلك أنّه لمّا وصل إليه رسول ملك الروم بالهدايا والمسائل بعد وفاة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فقال : أُمرت ألاّ أدفع ما معي حتّى أُجيب عن هذه المسائل(١) ، فلم يفهم المسائل ، فسألوا عليّ بن أبي طالب ، فأجاب عنها وقبض الهدايا وصرفها في حقّها.
وقال عمر في خلافته : لولا عليّ لهلك عمر(٢).
قال : قد كان ذلك.
قال : وهذا أبو بكر حين قعد ووجّه خالد بن الوليد إلى مَن منع الزكاة فسبى ذراريهم وباعها ، أفحكم الله ورسوله أن تباع المسلمات؟!
ولمّا وثب خالد بن الوليد إلى زوجة مالك بن نويرة رحمهالله ـ بعد
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ١٨١.
(٢) قال عمر هذه المقالة مراراً ؛ إقراراً بالغلط ، جاءت هذه المقالة بألفاظ متعدّدة وموارد كثيرة في أكثر من واقعة ، نذكر بعض مصادرها : تفسير العيّاشي : ١ / ٧٥ ، الكافي : ٧ / ٤٢٤ ، دعائم الإسلام : ١ / ٨٦ و ٢ / ٤٥٣ ، من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٣٦ ، تهذيب الأحكام : ٦ / ٣٠٦ ، مناقب آل أبي طالب : ١ / ٣١١ و ٢ / ١٨٤ ، الطرائف : ٢٥٥ و ٥١٦ ، تمهيد القواعد للباقلاّني : ٥٠٢ و ٥٤٧ ، الاستيعاب : ٣ / ١١٠٣ ، تفسير السمعاني : ٥ / ١٥٤ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١ / ١٨ و ١٤١ و ١٢ / ١٧٩ و ٢٠٥ ، نظم درر السمطين : ١٣٠ و ١٣٢ ، المواقف للإيجي : ٣ / ٦٢٧ و ٦٣٦ ، تفسير الرازي : ٢١ / ٢٢ ، المناقب للخوارزمي : ٨١ ، مطالب السؤول : ٧٧.