وعبد الله بن عمر لم يُبايع عليّاً ، واستقاله منها ، ثمّ ذهب إلى معاوية وابنه يزيد ـ لعنه الله ـ فبايعهما طائعاً غير مكره(١).
أفلا يعلم العقلاء أنّ هذا جهل وضلال يا أبا الهذيل ، لو تكلّمنا بكلمات نعلم لطال الشرح وامتدّ القول ، ولكنّي أقول قولاً مخلصاً : إنّ الله وحده لا شريك له ليس كمثله شيء ، وأنفى عنه الولد والشبيه والظلم والجور.
وأشهد أنّ رسله ابتعثت بإذنه ، وأقرّت لإظهار دعوته بالعلامات الواضحات والدلالات [و] المعجزات ، وإنّه ختم أنبياءه بالبشير النذير السراج المنير محمّد (صلّى الله عليه وآله) ؛ فبلّغ رسالات ربّه ، ونصح لأُمّته ، وجاهد حقّ الجهاد.
وأشهد أنّ وصيّه ووليّ الأمر من بعده أقضاهم بالسويّة ، وأعدلهم
__________________
الرايات ، واشتباك ازدحام الخيول ، وفتح الأمصار ، وسقاهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف الأوّل ، فنبذوه وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمناً قليلاً» ، سرّ العالمين : ١ / ٣١ ، نشر مكتبة الجندي بمصر وتحقيق الأستاذ الشيخ محمّد مصطفى أبو العلا الشهير بحامد.
(١) قال خليفة بن خيّاط في تاريخه : «قال ابن عمر حين بويع يزيد بن معاوية : إن كان خيراً رضينا وإن كان بلاء صبرنا» ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٦٤.
قال نافع : «لمّا خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه ومواليه ـ وفي رواية سليمان حشمه وولده ـ وقال : إنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : ينصب لكلّ غادر لواء يوم القيامة» ، مسند أحمد : ٢ / ٧٠ ، صحيح البخاري : ٨ / ٩٩ ، السنن الكبرى للبيهقي : ٨ / ١٦٠.