يعيشون فيها ، ولأنّها الحرفة المفضّلة عند العربي التي تتّفق مع طبيعة الأرض(١).
ـ كذلك ، كان هناك (الأعراب) الذين يعيشون خارج الأماكن المقدّسة في مكّة والمدينة في المناطق المحيطة بها ، وعلى طول الطرق المؤدّية إليها ، فهم فئة من الناس احترف بعضهم السرقة والنهب والاعتداء على الحجّاج وسلب أموالهم ، كما ظهر خطرهم أيضاً على أهل بلاد الحجاز(٢).
ولم يكن إرضاء هؤلاء الأعراب والقبائل بالأمر اليسير ، فكثيراً ما تعرّضوا لقوافل الحجّاج بأعمال القتل والسلب والنهب ، بل كانوا يغيرون على المدينة المنوّرة للسلب والنهب أيضاً(٣).
ـ وإلى جانب هؤلاء ، شكّل (العبيد) إحدى طبقات مجتمع مكّة والمدينة ، وكان منها أتباع الأمير وأعوانه وخواصّه الذين يسهرون على راحته وخدمته ، بالإضافة إلى تنفيذ أوامره ، حيث كان لكلّ أمير مجموعة من العبيد من أجناس مختلفة ، فمنهم الفرس والروم والبربر والأحباش والنوبة والزنج ، وكلّ مجموعة من هؤلاء كانت لهم عاداتهم من الأطعمة والأشربة والملابس(٤).
__________________
(١) العلاقات بين مصر والحجاز ، زمن الفاطميّين والأيّوبيّين : ٢٣٨.
(٢) الرحلات المغربية والأندلسية : ٢٠٢.
(٣) شؤون الحرمين الشريفين في العهد العثماني في ضوء الوثائق التركية العثماني : ٢٢ ـ ٢٣.
(٤) مظاهر الحياة الاجتماعية في مكّة والمدينة إبّان القرن الثامن الهجري من خلال كتب الرحّالة : ١٢٣.