يخشى مبيته ، ويرجعون عليه بالمنع ولا يبيت فيه إلا الفرّاش لإطفاء القناديل وفتح الأبواب للمؤذّنين وكنس المسجد والروضة والحجرة كلّ جمعة مع مسح الجدر كلّ سنة وفرش بساط أمير المدينة(١).
ـ كما كانت لـ (طبقة التجّار) مكانة كبيرة في المجتمع المكّي والمدني ، وتتكوّن هذه الطبقة من التجّار الذين يعملون في التجارة بين الشرق والغرب(٢) ، حيث يأتون إلى الأماكن المقدّسة بالأطعمة والمؤن المختلفة التي تحتاجها ويشترون من أهلها بضائعهم ، وخاصّة التمر الذي تشتهر به المدينة وتصدّره إلى الخارج(٣) ، وقد قام التجّار بدور كبير في تجارة بلاد الحجاز لاعتماد هذه البلاد بالدرجة الأولى على التجارة(٤) ، لذا كانوا طبقة ثريّة داخل المجتمع لما يعود عليهم من ثراء بسبب اشتغالهم بالتجارة(٥).
ـ وإلى جانب هذه الطبقات ، كانت هناك (طبقة العامّة) ، وهي التي تمثّل الغالبية العظمى داخل مجتمع المدينة ، فمنها الفلاّحون الذين يمثّلون فئة فقيرة داخل المجتمع ، نظراً لطبيعة أراضيها قليلة الأمطار(٦). فضلاً عن أنّ الحرفة الأساسية عند أهل مكّة والمدينة هي الرعي ، نظراً للبيئة التي كانوا
__________________
(١) المصدر نفسه ١/٦١ ـ ٦٣
(٢) العلاقات بين مصر والحجاز زمن الفاطميّين والأيّوبيّين : ٢٣٨.
(٣) الرحلة الحجازية لولي النعم الحاج عبّاس حلمي باشا الثاني خديوي مصر : ٢٥٩.
(٤) الرحلات المغربية والأندلسية : ٢٠٦ ـ ٢٠٧.
(٥) المدينة المنوّرة في العصر الأيّوبي : ١٢٢.
(٦) العلاقات بين مصر والحجاز ، زمن الفاطميّين والأيّوبيّين : ٢٣٨.