أوّلاً : كتاب (الروضة النضرة) وسيرة مؤلّفه
١) أهمّية كتاب (الروضة النضرة) :
من الخصائص المميّزة في التراث العربي الإسلامي عنايته الشديدة بكتب السير ، وقد ولع المؤرّخون العرب بهذا الفنّ وسبقوا الأمم المعاصرة في هذا المضمار ، فتنوّعت تأليفاتهم وتعدّدت ، فمنها ما رتّبت السير فيه على طبقات ، فهناك كتب لطبقات الشعراء ، والنحاة ، والأدباء ، والأطبّاء ؛ ومنها ما تعدّى إلى تراجم الأعيان عامّة دون الاقتصار على طبقة خاصّة ؛ ومنها ما رتّبت السير فيه على المشاهير في هذا القرن أو ذاك ، فهناك كتاب في أعيان القرن الثامن(١) ، وذلك في أعيان القرن التاسع(٢) ، وهناك كتب في القرن العاشر(٣) ، وآخر في أعيان القرن الحادي عشر(٤) والثاني عشر(٥) والثالث عشر(٦).
وتأتي أهمّية كتاب الروضة النضرة في المائة الحادي عشرة من حيث كون مؤلّفه عالماً من طبقة العلماء المتخصّصين في المخطوطات ، فقد أفنى
__________________
(١) الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة.
(٢) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع.
(٣) الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة.
(٤) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
(٥) سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر.
(٦) حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر.