آقا بزرك الطهراني جُلَّ حياته في جمع وملاحقة التراث الإمامي المخطوط.
وهو صاحب الكتاب الذائع الصيت : الذريعة إلى تصانيف الشيعة(١) وفكرة تأليفه كانت في مدينة الكاظميّة أيضاً في قصّة معروفة حدثت له مع السيّد حسن الصدر (ت١٣٥٤ هـ/ ١٩٣٥ م) والشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء (ت١٣٧٣ هـ/ ١٩٥٤ م) إذ اتّفقوا في تلك البلدة وأقسموا على وضع ما يخدم الطائفة ردّاً على جرجي زيدان الذي أنكر في أحد كتبه عدم وجود تصانيف للشيعة ، والثلاثة كتبوا ووفّقوا في ذلك(٢).
__________________
(١) وصفه عبد الجبّار عبد الرحمن في كتابه دليل المراجع العربية والمعرّبة بقوله : «جمع فيه الكتب المؤلّفة على مَرّ العصور ، ورتّبها حسب العناوين ، وإذا تشابهت يُراعي فيها أسماء مؤلّفيها. وهو عمل ببليوغرافي رائع لم يظهر مثله أو ما يُوازيه في البلاد العربية في العصر الحديث ، يضع أوّلاً اسم الكتاب بين قوسين ، ثمّ يذكر اسم المؤلّف الكامل وسنيّ ولادته ووفاته (إن وجدت) ، ومكان وجود الكتاب وذكر بدايته». ينظر : الفضلي ، عبد الهادي : أصول تحقيق التراث : ٧٦.
(٢) وكان الباعث على تأليف الذريعة هو ما ذكره (جرجي زيدان) في كتابه (تاريخ آداب اللغة العربيّة) حينما تحدّث عن الشيعة فقال ما خلاصته : (الشيعة طائفة صغيرة لم تترك أثراً يُذكر ، وليس لها وجود في الوقت الحاضر) فدفع هذا القول الشيخ آقا بزرك ورفيقيه في العلم السيّد حسن الصدر والشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء أن يتعاهدوا ويأخذ كلّ واحد منهم على عاتقه بيان جانب من جوانب الثقافة الشيعيّة الفنّيّة والتعريف بها. وقد تقرّر أن يبحث العلاّمة السيّد حسن الصدر في الآثار العلميّة الشيعيّة ، وبيان فضل الشيعة ، وإسهامهم في تأسيس علوم الإسلام ، وظهرت ثمرة بحثه في كتابه (تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام) الذي طبع بمساعدة الشيخ نفسه عام ١٣٧٠ هـ ، أمّا العلاّمة الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء فقد تقرّر أن يكتب نقداً لكتاب جرجي زيدان (تاريخ آداب اللغة العربيّة) ويكشف عن كلّ أخطائه فيه ، وقد