الطهراني عشرين شرحاً(١).
وقد روى هذه الزيارة أكابرُ المُحدِّثين عن ثقاتِ أصحاب الإمام عليهالسلام ، وأوّلهم الشيخ الصدوق في كتابيه عيون أخبار الرضا عليهالسلام ومَن لا يحضره الفقيه ، ممّا يثبت صحّة سندها ، فضلاً عن أنّ قوّة متنها يصحّح نسبتها إلى بيت العصمة عليهمالسلام ، إذ ليس بمقدور غيرهم أن ينسج نسج كلامهم أو أن يستوحي مضامين نصوصهم.
أمّا تسميتها بـ : (الزيارة الجامعة الكبيرة) فيمكن لنا من استنطاق اللغة والاطّلاع على المناسبة التي رُويت فيها الزيارة أن نصل إلى بعض اللطائف المتعلّقة بالعنوان.
فـ (الزيارة) في اللغة مصدرٌ للفعل (زارَ ـ يَزورُ) بمعنى : (مالَ وعَدَلَ) ، وفي ذلك يقول ابنُ فارس : «الزاءُ والواوُ والراءُ ، أصلٌ واحدٌ يدلُّ على المَيْلِ والعُدُولِ ، فالزائرُ يَميلُ إلى شخص ويَعدلُ عن غيرِه»(٢).
ومنه يتّضح أنّ زيارة الأئمّة عليهمالسلام تستوجب الميل إليهم والعدول عمّن سواهم ، وهي الحكمة التي ابتغاها الأئمّة من حثِّ شيعتهم وأتباعهم على ملازمة زيارة النبي وآل بيته المعصومين. فالزائر حاضر عند المزور بالجسد مرّة ، وبالقلب مرّة أخرى ، وبالجسد وبالقلب في مرتبة أعلى مرغوب في
__________________
(١) ينظر : الذريعة إلى تصانيف الشيعة : ٣/٢٣٩ ، ٣٠٢ ، و ٧/٤٣ ، و ٨/٤٤ ، و ١٦/٦٩ ، و ١٨/٣٠٤ ـ ٣٠٦ ، و ١٩/٢٣١.
(٢) ينظر : مقاييس اللغة : ٣/٣٦ ، (زور).