المصنّفات العقائدية للمحدّثين الكوفيّين في القرن الثالث الهجري |
|
د. علي عبد الزهرة الفحّام
بسم الله الرحمن الرحيم
يوصف القرن الهجري الثالث بأنّه من أكثر القرون الإسلامية ازدهاراً في الفكر والثقافة والعلوم ، فقد توسّعت فيه حركة التأليف ، ونشط سوق الورّاقين والنسّاخ ، وتبنّت الدولة العبّاسية ـ بجهل أو بسوء نيّة ـ سياسة الاعتماد على الثقافة المترجمة من الحضارات الأخرى كاليونانية والهندية والصينية ، وازدهرت العلوم الطبيعية والتطبيقية.
أمّا على صعيد الفكر الديني الإسلامي فالقرن الثالث هو قرن الصراعات الفكرية بامتياز ، بدءاً بمسألة خلق القرآن التي أثارها المأمون العبّاسي ، واشتدّ سعيرها في زمان المعتصم والواثق ، مروراً بصعود نجم الحنابلة المجسّمة ، وتسيّدهم منابر الدرس والبحث والتأليف والقضاء ، ثمّ ما جرى بينهم وبين مدرسة الرأي من السجالات والصراعات ، وصولاً إلى ظهور حركات الغلوّ