قال : حدّثنا أبي رحمهالله ، قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب ، عن أحمد بن علي الأصبهاني ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : حدّثنا مخول بن إبراهيم ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن الأسود اليشكري ، عن محمّد بن عبيد الله ، عن سلمان الفارسي رضياللهعنه ، قال : سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من وصيُّك من أمّتك ، فإنّه لم يُبعث نبي إلاّ كان له وصيٌّ من أمّته؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (لم يبيّن لي بعد). فمكثت ما شاء الله أن أمكث ، ثمّ دخلت المسجد ، فناداني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : (يا سلمان ، سألتني عن وصيّي من أمّتي ، فهل تدري من كان وصيّ موسى من أمّته؟) فقلت : كان وصيّه يوشع بن نون فتاه. قال : (فهل تدري لم كان أوصى إليه؟) فقلت : الله ورسوله أعلم. قال : (أوصى إليه لأنّه كان أعلم أمّته بعده ، ووصيّي أعلم أمّتي من بعدي علي بن أبي طالب)»(١).
كتاب (المعرفة) :
ومن أهمّ هذه الكتب وأشهرها كتاب المعرفة ، وهو كتاب فريد جمع فيه شيخنا أبو إسحاق الثقفي بين المناقب والمثالب ، مناقب آل محمّد ، ومثالب أعدائهم ، وامتاز الكتاب بكون أسانيده مروية عن مشايخ العامّة وثقاتهم ، وكانت نسخته الأصلية وصلت عند السيّد ابن طاووس (ت ٦٦٤ هـ) ، ويظهر أنّه كان متكوّناً من أربعة أجزاء ، قال الشيخ أغا بزرك : «وحكى السيّد بن طاووس في كتاب اليقين عن كتاب المعرفة هذا ، وقال : أنّه أربعة
__________________
(١) أمالي الصَّدوق ص٦٣.