أجزاء ، ظاهراً أنّها كتبت في حياة أبي إسحاق المؤلّف ـ الخ. ونقل عنه ثلاثة عشر ، حديثاً في تسمية علي عليهالسلام بأمير المؤمنين ، ومع ملاحظة تعدّد طرق بعضها يصير ستّة عشر وفي كشف المحجّة أوصى إلى ابنه بالرجوع إليه»(١) ، ويبدو من كلام النجاشي والسيّد ابن طاووس وغيرهما أنّ كتاب المعرفة كان كتاباً ضخماً ، وفيه مواضيع عقدية متعدّدة ، وأنّه ذكر فيه كمّاً كبيراً من روايات مثالب كبار الصحابة ، حتّى أثار جدلاً واسعاً في أوساط المجتمع الكُوفي ، يقول النجاشي : «وكان سبب خروجه من الكوفة أنّه عمل كتاب المعرفة ، وفيه المناقب المشهورة والمثالب ، فاستعظمه الكُوفيّون وأشاروا عليه بأن يتركه ولا يخرجه ، فقال : أيّ البلاد أبعد من الشيعة(٢) ، فقالوا : أصفهان ، فحلف لا أروي هذا الكتاب إلاّ بها فانتقل إليها ورواه بها ثقة منه بصحة ما رواه فيه»(٣) ، ويقول السيّد ابن طاووس : «كتاب المعرفة تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي. وقد أثنى عليه محمّد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست في الرابع فقال ما هذا لفظه : أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الأصفهاني من ثقات العلماء المصنّفين. [ثمّ قال] : إنّ هذا أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي كان من الكوفة ومذهبه مذهب الزيدية ثمّ رجع إلى اعتقاد
__________________
(١) الذريعة ٢١/٢٤٣.
(٢) يظهر لي أنّ المقصود : أيّ البلاد أبعد عن التشيّع ؛ وهي كلمة تشير إلى ما كان يتمتّع به هذا الراوي من روح التحدّي والجرأة في الطرح ؛ والثقة بالنفس والمبدأ ، وهي تشير أيضاً إلى ثقله النوعي بين المُحَدِّثين من مختلف المذاهب الإسلامية.
(٣) رجال النجاشي ص١٧.