الإمامية ، وصنّف هذا الكتاب المعرفة ، فقال له الكُوفيّون : تتركه ولا تخرجه لأجل ما فيه من كشف الأمور ، فقال لهم : أيّ البلاد أبعد من مذهب الشيعة؟ فقالوا : أصفهان ، فرحل من الكوفة إليها وحلف أنّه لا يرويه إلاّ بها ، فانتقل إلى أصفهان ورواه بها ثقة منه بصحّة ما رواه فيه. وكانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائتين. والذي ننقله عنه من الأحاديث رواها برجال المذاهب الأربعة ليكون أبلغ في الحجّة. ووجدنا هذا الكتاب أربعة أجزاء ، ظاهراً أنّها كتبت في حياة أبي إسحاق إبراهيم الثقفي الأصفهاني ، ونرويها بطرقنا التي ذكرناها في كتاب الإجازات لما يخصّني من الإجازات»(١) ، وقال في كتاب آخر له : «وذكر إبراهيم بن محمّد الثقفي في الجزء الثالث من كتاب المعرفة ـ بروايته عن رجال الأربعة المذاهب ـ قدوحاً كثيرة وطعوناً عظيمة في الخمسة الذين ضمّهم عمر إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام في الشورى وكلّها قدوح في دين هؤلاء الخمسة وفي أنسابهم ، فلينظر كلّ من شكّ في ذلك إلى الكتاب المذكور»(٢).
ويبدو من بعض كلمات السيّد ابن طاووس أنّ إبراهيم الثقفي قد ذكر في كتاب المعرفة أسماء عصابة المنافقين الذين اشتركوا بمحاولة الاغتيال الفاشلة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) عند منصرفه من غزوة تبوك ، وهي أسماء ظلّت طيّ الكتمان طيلة القرون الأولى ، ولم يصرّح بها إلاّ قلّة من المُحَدِّثين ، قال ابن
__________________
(١) اليقين ص١٩٥.
(٢) الطرائف ص٤٨١.