الجليل العلاّمة السيّد إسماعيل الصدر ، وهاجر إلى النجف الأشرف وتتلمذ على الأعلام ، منهم : الآخوند الخراساني والسيّد محمّد كاظم اليزدي والشيخ آقا رضا الهمداني والشيخ محمّد طه نجف والسيّد محمّد بحر العلوم وغيرهم. يغوص على دقائق المسائل الأصولية ، وغوامض الأحكام الفقهية ، حتّى عظم وقعه فى نفوس أساتذته ، وسطع فضله في أوساط النجف الأشرف ، ثمّ رجع إلى أبيه في كربلا وعكف على دروسه فقهاً وأصولاً ، ووقف نفسه على خدمته ليلاً ونهاراً ، حتّى أصبح من العلماء الأجلاّء ، وبعد وفاة والده في (١٣٣٨ هـ) ، هاجر إلى مشهد الرضا عليهالسلام وصار من المراجع ، وبالغ في خدمة الدين وأهله ، وتعظيم شعائر الله ، وتربية روّاد العلم ، وهاجر إلى قم المقدّسة في سنة (١٣٤٩ هـ) بطلب الفقيه المؤسّس الشيخ عبد الكريم الحائري ، وشرع في التدريس والتأليف ، ونهض بأعباء المرجعية والزعامة الروحية للحوزة العلمية بعد وفاة آية الله الحائري مع زميله آية الله السيّد محمّد الحجّة الكوهكمري وزميله الآخر آية الله السيّد محمّد تقي الخوانساري ، فكان هؤلاء الثلاثة دعامة الحوزة وحصنها ، وقادتها وموجّهيها ، وقد عملو بإخلاص وتضحية ، فوزّعوا الأعمال والمسؤليّات والمهام والنفقات ، وهكذا حتّى حلّ قم الزعيم الديني الأكبر السيّد البروجردي ، فأجمع الكلّ على إناطة الأمور به وإيكالها إليه ، وبدأ المترجم له بتقديم مكان صلاته له ، وآثر الانزواء. وقد عرف بصفات ميّزته عن الكثيرين من معاصريه وليس ذلك غريباً عليه ، فبيته كريم ، وجدّه ووالده كلّهم على تلك الشاكلة ،