بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أجازنا أحسن الجوائز بيُمنه وكرمه ، وعلّمنا نقل حديث وحدته وأبديّته ، ورواية أحاديث قدسه وأزليّته ، وألهمنا صحاح براهين علمه وقدرته ، وعرّفنا أخبار عدله وحكمته ، والصلاة على أشرف البريّات ، وخير الرواة لأخبار السموات ، محمّد وآله الهداة ، مصابيح الظلمات في المفصّلات والمعضلات ، بالرواية عنهم تتفاضل الدرجات ، وتتنوّع الروايات ، فالصحيح ما صحّ عنهم ، والحسن ما حسن بهم ، والمرفوع ما اتصل بهم ، والمقبول ما أُسند عنهم ، والموثّق من وثق بهم ، والمعلّق ما لم يتصل بهم ، والموقوف ما وقف على غيرهم ، والمقطوع من انقطع عنهم ، والمجهول من جهلهم ، والمنكر من أنكرهم ، فهم أبواب العلم وخزنة الوحي ورواة الدين ، وحفظة الشرع المبين ، والرحمة والرضوان على نَقَلَة آثارهم ، المعنعنة عنهم عن جدّهم الصادق الأمين ؛ وبرواية ذلك فضل الراوي لحديثهم على سبعين ألف عابد ، وحباه الله أجر الصائم المجاهد ، وبرواية علومهم ينفون العلماء عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين.
أمّا بعد : فلمّا كان الاتصال بحَمَلَةِ أخبار الأئمّة الهادين ونَقَلَةِ آثارهم في الدّين من أفضل ما تصرف إليه همم العلماء خلفاً عن سلف ، وخصوصاً أهل البيت والشرف ، ومن حلّوا منه بأعلى الغُرَف ، سئلانى النّوران المنيران الفاضلان الكاملان ، البرّان التقيّان العالمان العاملان ، سَميّا جدّيهما الحجّتين