أهل الفقه والاجتهاد ، فلم يرجع إلى أبيه ، فلمّا طال بأبيه الإنتظار نزل لتعرّف حال ابنه ، قبضوا عليه أيضاً واخذوه إلى أحمد الجزّار. قال السيّد : فقتلوا السيّد أبو البركات بمحضري وأدخلوني إلى الجبّ وهو حبس شبه البئر مُظلِم لا يتميز للمحبوس فيه الليل من النهار ، فلمّا طال مكث السيّد المعظّم فيه ، قال : فضاق صدري من جهة عدم تمييز أوقات الصلوات فقلتُ لمن معي وكانوا قبلي في الحبس : إنّي أدعو الله تعالى ربي بدعاء الطائر الرومي وانتم آمِّنوا على دعائي يفرّج لنا الله تعالى ، قال : فلمّا دعوت الله جلّ جلاله بألفاظ ذلك الدعاء إنشقّ الجبّ وخرجت أنا وستّة معي وتوجّهت من حيث يخفى إلى العراق ، ولمّا وصلتها أرسلت على الأهل والأولاد فجائوني جميعاً مع بنت الشيخ امّهم الستّ المعظّمة ، وهي بنت الشيخ علي ابن الشيخ محي الدين ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمّد ابن الشيخ حسن ابن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني ، وهذا سبب انتقالنا إلى العراق.
وقرأ السيّد العلاّمة السيّد صدر الدين على أبيه العلاّمة وعلى السيّد المحقّق بحر العلوم وعلى السيّد المحقّق السيّد محسن صاحب المحصول وعلى السيّد مير سيّد علي صاحب الرياض وأجازوه ، وبرع في العلوم ، وله حكايات ونوادر مع العامّة ليس هذا موضع ذكرها. صنّف في الفقه(١)
__________________
(١) اسمه : (مستطرفات المسائل). وهو في الفروع الفقهية التي لم يتعرّض لها أحد من الفقهاء (الإجازة الكبيرة (للمؤلّف) : ٦٥.