نظرة إلى الروايات ذات الصلة بالآية الشريفة :
إنّ الروايات المأثورة عن النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته عليهمالسلام تتعرّض صراحة إلى تفسير هذه الآية أو بعضها ، ومن بينها روايات كثيرة تؤكّد على أنّ الأئمّة المعصومين عليهمالسلام هم الراسخون في العلم ، وأنّ أولئك عندهم علم تأويل الكتاب ، كما جاء ذلك في صحيحة الفضيل بن يسار :
«قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن هذه الرواية : (ما من القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن) ؛ فقال : (ظهره تنزيله وبطنه تأويله ، منه ما قد مضى ، ومنه ما لم يكن(١) ، يجري كما يجري الشمس والقمر ... قال الله : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(٢) ، نحن نعلمه»(٣).
وعليه فإنّ حديث التأويل يرتبط ببطن القرآن ، وإنّ العلماء بالتأويل هم الأئمّة عليهمالسلام. وسوف نتحدّث لاحقاً فيما يتعلّق بالارتباط بين التنزيل والتأويل.
وفي صحيحة أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «نحن الراسخون في العلم ، ونحن نعلم تأويله»(٤). وفي رواية أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام كذلك
__________________
(١) وفي رواية البصائر ، ج ٢ ، ص ٢٠٣ : (ما لم يجئ) ، وفي رواية تفسير العيّاشي ، ج ١ ، الحديث : ٥ ، ص ١١ : (ما لم يكن بعده) ، ومهما كان فإنّ المراد هو تأويل الآية بعد تنزيلها.
(٢) آل عمران : ٧.
(٣) بصائر الدرجات ، ح ٧ ، ص ١٩٦ ، ومع اختلاف في الألفاظ في ح ٢ ، ص ٢٠٣ ؛ وفي تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ح ٥ ، ص ١١ ، والمقطع الأخير من الحديث في تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ح ٧ ، ص ١٦٤.
(٤) أصول الكافي ، ج ١ ، ح ١ ، ص ٢١٣ ؛ بصائر الدرجات ، ح ٥ و ٧ ، ص ٢٠٤ ؛ تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ح ٨ ، ص ١٦٤.