وحدّث أبو عبيد عن أبي محمّد اليزيدي ، قال : سألني المهدي وسأل الكسائي عن النسبة إلى البريم وإلى الحصن ، لِمَ قالو حصني وبحراني؟ فقال الكسائي : كرهوا أن يقولوا حصناني لاجتماع النونين ، قال : وقلت أنا : كرهوا أن يقولوا بحري فتشبه النسبة إلى البحر. انتهى ما في تاريخ ابن خلّكان.
ثمّ إنّ اللؤلؤ لا يكون إلاّ في مواضع معيّنة ،وأغلب ما يوجد فيه أربعة مواضع :
الأوّل : الموضع المتعلّق بالبحرين.
الثاني : الموضع المتعلّق بالقطيف.
الثالث : في قطر من توابع البحرين.
الرابع : في الموضع المتعلّق بعمان ولُكُنهو يتّصل إلى نواحي قطر الذي هو من توابع البحرين. وقد شاهدت أكثر هذه المواضع ، ورأيت طريقة غوصهم وإخراجهم اللؤلؤ ، ورأيت الصدف حيّاً وله عروق في الأرض أيضاً.
ثمّ إنّه قد روى السيوطي والعسقلاني وغيرهما ، أنّه لمّا توفّي أبو طالب عليهالسلام وضاق الأمر على النبيّ(صلى الله عليه وآله) بمكّة ، جاءه جبريل وأمره من عند الله بالهجرة ، وخيرّه بين المدينة والبحرين من بلاد هجر وفلسطين من أرض الشام ، فاستشار(صلى الله عليه وآله) جبريل في الاختيار من هذه الثلاث ، فأشار إليه بالمدينة ، فهاجر إليها ، وهذه منقبة للبحرين كما لا يخفى.
واعلم أنّ المشهور بين الحكماء أنّ المواليد الثلاثة لا يجتمع ولا يركب