وأمّا نثره فهو الماء الزلال ، وأمّا الأدب فعليه فيه تثنى الخناصر ، وعليه يعتمد الأكابر ، وهو الحاكم فيه في التعديل والجرح ، وعليه كشف الغوامض والشرح. وقفت له على رسالة بديعة ، طبّقت المَفصِل في البلاغة ، وأصاب المحزّ في الفصاحة والبراعة ، أرسلها إلى تلميذه الشيخ صلاح الدين [ابن الشيخ علي بن سلمان بن حاتم القدمي] ، إرسال الأمثال ، وحلاها في بوتقة الإبداع ففاق الأمثال(١).
١٩ ـ أحمد بن محمّد بن يوسف بن صالح الخطّي [المقابي] : ذكره الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته جواهر البحرين فقال : بأنّه خطّي الأصل ، أوالي المولد والمسكن ، وأنّه الإمام الذي لم تسمح بمثله الأدوار ، والهمام الذي زنده في كلّ كمال وار ، بيت قصيدة أرباب الكمال ، وصدر جريدة ذوي العلوم والأعمال ، كان أعجوبة زمانه ذكاءً وفضلا ، ونادرة عصره كمالا ونبلا ، بلغ الكمالات قاصيتها ، وملك من التحقيقات ناصيتها ، حضرت درسه الفاخر ، فصادفته كالبحر الزاخر ، تتلاطم أمواجه ، ويتدفّق عذبه لا أجاجه ولي معه مناظرات شريفة ، ومحاضرات لطيفة ، ذكرت شطراً منها في كتاب الأزهار ، وكان أعبد من رأيناه في عصرنا ، وأشرفهم في الأخلاق ، بل والله حسنة من حسنات الدهر ، وفريدة من قلادة العصر. له كتاب رياض الخمائل وحياض الدلائل في الاستدلال ، لم يعمل مثله في بابه ، وخرج منه مجلّد ، ومات قبل إكماله. وله كتاب نقض رسالة تحريم صلاة الجمعة ، التي
__________________
(١) نفس المصدر : ١٢٧.