١٠٨٨هـ (١٦٧٧م) ، وله مئة وتسعة عشر سنة ، وحكى عنه أيضاً «أنّه ارتحل من بلاد العجم إلى بلاد الهند فأقام بها أربعين سنة في مملكة الدكن أيّام أبي الحسن قطب شاه فَعَلاَ صيته ، واقتنى نفايس الكتب فعزم الحجّ وأخذ معه ذخائر كتبه في البحر فغرق ما معه ونجى بنفسه ، وأقام بمكّة زماناً فركب البحر مريداً البلاد الهندية فاجتاز باليمن أيّام الإمام (المتوكّل على الله) إسماعيل بن القاسم (ت١٠٨٧هـ/ ١٦٧٦م) فلمّا تحقّق الإمام فضله ألزمه بالقيام باليمن واشترى له داراً في صنعاء بخمسمئة غرش وخدمه آل القاسم ، ونال منهم الرغائب ، وكان لا يعالج أحداً إلاّ بأُجرة نظير سلفه بقراط ، حكى في نسمة السحر جملة من معالجاته الغريبة وذكر جمعاً من تلاميذه ومنهم والده يحيى قال : «وكان يأتي إلى والدي لدرسه ويأخذ منه أُجرة كلّ يوم ربع غرش» ثمّ ذكر جملة من أشعاره ، وترجمته في النسمة طويلة اختصرها الطهراني في الروضة (١).
ومن الجدير بالملاحظة هنا ، أنّ حالة الصراعات السياسية والعسكرية في البلاد العربية والإسلامية في الفترة أسفرت عن انحلال الثقافة وتدنّي المستوى العلمي والأدبي بين أبنائها وخاصّة إبّان حكم بني عثمان الذين حاربوا اللغة العربية وفرضوا على شعوبها اللغة التركية بعد اتخاذهم إيّاها لغة رسمية للبلاد العربية ، ممّا أثّر في الثقافة عندهم ، فانحدر فيها الشعر والشعراء
__________________
(١) الروضة النضرة : ٢٨٧ ـ ٢٨٨.