إلى مستويات متدنّية «وتجد ضعفاً في أساليب الكثيرين إلى جانب ضعف الألفاظ والتراكيب ، وقد جاء ذلك عن عجزهم عن التصرّف في اللغة تصرّف المالك لزمامها والمتمكّن من دقائق أسرارها ، وقد أخفى بعضهم هذا الضعف بثوب الصناعة اللفظية والمحسنات البديعية»(١) ، حتّى سادت هذه الصناعة وعمّت شعر تلك الفترات ، فضلاً عن ظهور فنون شعرية اختلطت فيها اللغة الفصيحة بالعامية مثل الدوبيت والكان كان ، والقوما ، والزجل ، والموشّح ، إضافة إلى رواج بعض الصناعات الشعرية المتمثّلة بالتأريخ الشعري وغيرها(٢).
وبالمقابل ، نشأت حركة تأليف متواصلة في ميادين شتّى ، إلاّ أنّها اتّسمت بالشروح والحواشي(٣) ، فنبغ فيهم علماء ومؤلّفون ، من أمثال : بهاء الدين العاملي (ت ١٠٣١هـ/ ١٦٢٢م) ، والمقري (ت١٠٤١هـ/ ١٦٣٢م) ، والشهاب الخفاجي (ت ١٠٦٩هـ/ ١٦٥٩م) ، ويوسف البديعي (ت ١٠٧٣هـ/ ١٦٦٣م) ، وعبدالقادر البغدادي (ت ١٠٩٣هـ/ ١٦٨٢م) ، والمحبي الشامي (ت ١١١١هـ/ ١٦٩٩م) ، وابن معصوم المدني (ت ١١٢٠هـ/ ١٦١١م) وغيرهم كثير.
__________________
(١) في أدب العصور المتأخّرة : ٣٨.
(٢) تأريخ آداب العرب ٣/٣٥٣ ـ ٤٢١.
(٣) تاريخ آداب اللغة العربية ٣/٢٨٦ ـ ٢٩٠.