المصري الشافعي نزيل مكّة وأحد أعيانها وفضلائها ورئيس الشافعية فيها ، وهي سليلة بيت علم ووجاهة وقضاء كما أوضحنا.
٢) إنّ المماحكات الطائفية في الحجاز والتي كانت تندلع بين الحين والآخر كانت في واقع الأمر تمثّل حالات استثنائية لاتعكس واقع الحال ، فقد كان التشيّع يمثّل ظاهرة أصيلة في المجتمع المكّي والمدني ، ولم يكن بالأمر الطاري ولا الدخيل ، ورغم الإقرار بأنّ أتباع مذهب أهل البيت كانوا يتعرّضون ـ كما يتعرّض الشيعة في كلّ مكان ـ للمضايقات والتهميش الاجتماعي ، إلاّ أنّ المسار التاريخي للتشيّع في الحجاز ظلّ متدفّقاً برغم الظروف الصعبة التي كانت تحيط به ، ولايمكن القول بأنّهم واجهوا عنفاً دمويّاً واستهدافاً منظّماً على طول الخطّ ، لاسيّما في الحالات الكثيرة التي كان الشيعة الإماميّون يعيشون في حالة من السُبات السياسي الذي لايَستَفزّ الأغلبية السنّية الحاكمة ، الأمر الذي جعل من العلاقات السنّية الشيعية تكون في حالة موادعة طويلة الأجل لفترة ليست بالقصيرة.
٣) تبيّن أنّ الأغلبية الساحقة من المجاورين لبيت الله الحرام وقبر الرسول (صلى الله عليه وآله) كانوا ينحدرون من بلاد فارس ، حيث تبيّن أنّ من بين ٧٧ من علماء الإمامية المجاورين طبقاً لما أورده الطهراني في الروضة النضرة ، ينحدر ٣٦ منهم من بلاد فارس ، في حين يمثّل علماء جبل عامل المرتبة الثانية من حيث العدد بواقع ٢٢ عالماً ، ومن المدينة المنوّرة ٦ علماء ، ومن العراق ٤ علماء ، ومن بلاد البحرين (أول والقطيف أو الأحساء) عالمين اثنين ، أمّا الهند واليمن ومكّة المكرّمة فعالم واحد لكلّ منها ، أمّا العلماء الإماميّون الذين لم يُعرف إنتماؤهم الجغرافي لعدم وجود قرائن تنبي عنه