مركزاً علميّاً مميّزاً يزاحم الحواضر العلمية الشهيرة في العالم الإسلامي وقتئذ مثل : إصفهان واستانبول والقاهرة ودمشق وخراسان وبغداد والنجف الأشرف ، إذ كانت مقصداً لوفود العلماء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي يشدّون إليهما الرحال ويستكملون تعلميهم على يد علمائها.
إنّ ما نخلص إليه في هذه الخاتمة أنّ (مكّة المكرّمة) و (المدينة المنوّرة) في فترة الدراسة حفلت بوجود نشاط علمي شارك فيه علماء الإسلام متعدّدي المذاهب ومن مختلف بقاع العالم الإسلامي ، وكان لعلماء الإمامية دورٌ أصيلٌ في إنضاج مساره ، وكانت هاتان الحاضرتان تسود فيهما ثقافة لا تختلف في إطارها العام عمّا كان يسود البلدان العربية والإسلامية الأخرى ، كما توضّحه طبيعة الاهتمامات العلمية والمؤلّفات التي ظهرت في هذه الفترة ، والتي نجدُ التركيز فيها على وضع المتون والشروح والحواشي.
وأخيراً ، لعلّ هذه الدراسة قد أوفت الموضوع حقّه من الاهتمام والعناية ، وهي محاولة متواضعة قُصد بها تسليط الضوء على النشاط العلمي في مكّة والمدينة لعلماء الإمامية في فترة زمنية اتّسمت بكثير من الفتن والاضطرابات السياسية التي عصفت بالعالم الإسلامي ، وفي بقعتين طاهرتين كانت وما تزال مقصداً للمسلمين من شتّى بقاع العالم.