موت كلّ إمام ، روي أنّه لمّا توفّي النبيّ(صلى الله عليه وآله) خطب أبو بكر فقال : يا أيّها الناس من كان يعبد محمّداً(صلى الله عليه وآله)(١) ، فإنّ محمّداً قد مات ، ومن كان يعبد ربّ محمّد ، فإنّه حيٌّ لا يموت ، لابدّ لهذا الأمر ممّن يقوم به ، فانظروا وهاتوا آراءكم رحمكم الله ، فتبادروا من كلّ جانب ، وقالوا : صدقت لكنّا ننظر في هذا الأمر ، ولم يقل أحد أنّه لا حاجة إلى الإمام(٢).
الثاني : إنّ الشارع أمر بإقامة الحدود وسدّ الثغور وتجهيز الجيوش للجهاد ، وكثير من الاُمور المتعلّقة بحفظ النظام ، وحماية بيضة الإسلام ممّا لا يتمّ إلاّ بالإمام ، وما لا يتمّ الواجب المطلق(٣) إلاّ به وكان مقدوراً فهو واجب
__________________
عليه السلام وأصحابه ، واشتغالهم بتجهيز النبي(صلى الله عليه وآله) وتدفينه ، وعلموا أنّه لو حضر علي عليهالسلام مجلس اشتغالهم بأمر الخلافة لفات الأمر منهم ، وإلاّ فلم يكن في تأخير ذلك عن تجهيز النبي(صلى الله عليه وآله) مظنّة فوته وعدم استدراكه ، بلى لو صبروا واشتغلوا مع علي عليهالسلام وسائر بني هاشم بدفن النبي(صلى الله عليه وآله) ومصابهم به والحزن له والصلاة عليه المرغّب فيها لكان أولى ، لاجتماع الناس حينئذ أكثر ممّا كان قبل دفنه.
وليت شعري كيف صار ذلك واجباً فوريّاً ، مع أنّه حين أراد النبي(صلى الله عليه وآله) أن يكتب كتاباً في هذا الباب منع منه عمر ، وقال : حسبنا كتاب الله. ١٢ طاهر.
(١) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : أنّه لا محصّل لهذا الكلام ، وكذا لا محصّل لقوله : ومن كان يعبد ربّ محمّد صلّى الله عليه وآله فإنّه حيّ لا يموت ١٢ ن.
(٢) تاريخ الطبري : ٢ / ٤٤٢ ، شرح المقاصد : ٢ / ٢٧٣.
(٣) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : قيل : الأمر بإقامة