يصدرون(١) عن رأيه ومقتضى أمره ونهيه ، بل ربّما يجري مثل هذا فيما بين الحيوانات العُجْم ، كالنحل لها عظيم يقوم مقام الرئيس ، ينتظم به أمرها ما دام فيها ، وإذا هلك انتشرت الأفراد انتشار الجراد ، وشاع فيما بينهم الهلاك والفساد.
لا يقال : فغاية الأمر أنّه لابدّ في كلّ اجتماع من رئيس مطاع منوط به النظام والانتظام ، لكن من أين يلزم عموم رياستها جميع الناس وشمولها لأمر الدين والدنيا على ما هو المعتبر في الإمام.
لأنّا نقول : انتظام أمر عموم الناس على وجه يؤدّي إلى صلاح الدين والدنيا يفتقر إلى رياسة عامة فيهما ، إذ لو تعدّد الرؤساء في الأصقاع والبقاع(٢) لأدّى إلى منازعات ومخاصمات موجبة لإخلال(٣) أمر النظام.
ولو اقتصرت رياسته على أمر الدنيا لفات انتظام أمر الدين الذي هو المقصد(٤) الأهمّ والعمدة العظمى ، وأمّا الكبرى فبالإجماع(٥).
__________________
(١) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : الصدر والصدور : بازگشتن از جا وبه در آمدن از جا بزرگتر.
(٢) في (م) : (في البقاع والأصقاع) بدل من : (في الأصقاع والبقاع)
(٣) في (ح) : (لاختلال) بدل من : (لإخلال).
(٤) في (ح) : (المقصود) بدل من : (المقصد).
(٥) شرح المقاصد : ٢ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤.