[دليل المصنّف على مذهبه]
واحتجّ المصنّف بأنّ الإمام لطف(١) من(٢) الله في حقّ عباده ، لأنّه إذا كان لهم رئيس يمنعهم من المحظورات ويحثّهم على الواجبات كانوا معه أقرب إلى الطاعات وأبعد عن المعاصي منهم بدونه ، واللطف واجب عليه تعالى بناءً على أصلهم.
واعترض بأنّ نصب الإمام إنّما يكون لطفاً إذا خلا عن المفاسد كلّها ، وهو ممنوع ، فإنّ أداء الواجب وترك الحرام مع عدم الإمام أكثر ثواباً(٣) ، لكونهما أقرب إلى الإخلاص ، لانتفاء احتمال كونهما من خوف(٤) الإمام ولو
__________________
(١) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : والتحقيق أنّ لطف الإمام يتمّ ويكمل باُمور منها : ما يجب عليه تعالى ، وهو خلق الإمام وتمكينه على القدرة والعلم والنصّ عليه باسمه ونسبه ، وهذا قد فعله الله تعالى ، ومنها : ما يجب على الإمام ، وهو تحمّله للإمامة وقبوله لها ، وهذا قد فعله الإمام عليه السلام.
ومنها : ما يجب على الرعيّة ، وهو مساعدته والنصرة له ، وقبول أوامره ونواهيه ، وهذا لم يفعله الرعيّة ، فكان الإخلال منهم ، لا من الله تعالى ، ولا من الإمام عليه السلام.
(٢) في (ح) : (عن) بدل من : (من).
(٣) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه :فيه : أنّهما وإن كانا أكثر ثواباً مع عدم الإمام ، إلاّ أنّهما قليل الوقوع عند الإمام ، فيكون عدم الإمام مفسدة ، والغرض من هذا أنّ ما ذكره أنّه في معرض السند لا يصلح للسندية. ١٢ ن.
(٤) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : هذا لا يدلّ على أنّهما أقرب إلى الإخلاص ، كما لا يخفى على المصنّف.