سلّم فإنّما يجب لو لم يقم لطف آخر مقامه كالعصمة مثلاً(١) ، لِمَ لا يجوز أن يكون زمان يكون الناس فيه معصومين مستغنين عن الإمام(٢) ، وأيضاً(٣) إنّما يكون لطفاً إذا كان الإمام ظاهراً قاهراً(٤) زاجراً عن القبائح قادراً على تنفيذ
__________________
(١) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : أقول : لا خفاء في أنّ اختلاف الطبائع دالّ على عدم احتمال المساواة في العصمة ، على أنّ المساواة لا تستلزم الاستغناء عن الإمام إلاّ في الزجر عن القبائح ، وأمّا في تفسير المتشابهات وتبيين المجملات وتوضيح المشكلات فلا.
وأيضاً يمكن للخصم أن يقول : لو فرضنا أن يكون جميع الناس معصومين من عند الله بما كلّفهم الله تعالى لاستغنوا به عن النبي ، فصار كونهم كذلك قائماً مقام النبوّة ، وإذا جاز كونهم كذلك قائماً مقام النبوّة فلم لا يجوز أن يقوم مقامها أمر آخر في جميع الأزمنة ، فتكون بعثة النبي ممكنة بالإمكان الخاص ، لا بالإمكان العام ، كما ادّعاه الأشاعرة. ١٢ طاهر.
(٢) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : هذا الاحتمال إنّما نشأ عن الغباوة أو الغواية لظهور أنّ من مبدأ إيجاد العالم إلى الآن لم يوجد بلدة ، بل قرية ، بل محلّة ، بل أهل بيت واحد يكون كلّهم معصومين ، فما ذكره فيه نظر ، أنّ يقال : أنّه لا يحتاج إلى الفقيه لاحتمال أن يكون جميع أهل العالم فقهاء ، أو يقال : لا حاجة إلى السلطان لاحتمال أنّ يكون كلّ أحد قادراً على تنفيذ الأحكام ١٢ نور الله.
(٣) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : عطف على قوله : (انّما يكون لطفاً إذا خلا ...) إلى آخره ، وإنّما لم يقدّم هذا الكلام على قوله : (ولو سلّم فإنّما يجب) إلى آخره ، مع أنّ ترتيب البحث يقتضي تقديمه عليه ، لأنّ المنع مقدّم على التسليم ، لأنّ ترتيب كلام المصنّف قدّس سرّه في ذكر الأجوبة يقتضي تأخره عنه. ١٢ ن.
(٤) قوله : (قاهراً) من (ح).