الأحكام وإعلاء لواء علم(١) الإسلام ، وهذا ليس بلازم عندكم فالإمام الذي ادّعيتم وجوبه ليس بلطف والذي هو لطف ليس بواجب والمصنّف أشار إلى الجواب :
عن الأوّل بقوله : (والمفاسد معلومة الانتفاء)(٢).
وعن الثاني بقوله : (وانحصار اللطف فيه معلوم للعقلاء).
وظاهر أنّهما مجرّد دعوى.
وأشار إلى الجواب عن الثالث بقوله : (ووجوده لطف وتصرّفه لطف آخر ، وعدمه منّاً) ؛ يعني أنّ وجود الإمام لطف سواء تصرّف أو لم يتصرّف ، على ما(٣) نقل عن علي عليه السلام ، أنّه قال : «لا تخلو الأرض عن قائم لله بحجّة ، إمّا ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مضموراً ، لئلاّ يبطل حجج الله وبيّناته»(٤) وتصرّفه الظاهر لطف آخر ، وإنّما عدم تصرّفه(٥) من جهة العباد
__________________
(١) قوله: (علم) من (ح).
(٢) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : فيه ما ذكره العلاّمة في نهاية الوصول ، حيث قال : ونحن نوجب السلطان القاهر وقد وجد ، لكن الأمّة أخطأت في إضافته ، فاللطف الذي يجب عليه تعالى قد فعله ، والذي يجب على الإمام عليه السلام من قبول ما كلّف به قد فعله ، والاُمّة تركت ما وجب عليها ، وهو الانقياد لأوامره ، والانزجار يحصل مع الاختفاء ، لأنّ كلّ واحد من العصاة يجوز ظهوره في تلك الحال ، فينزجر بذلك عن الإقدام على المعصية ، وهو كاف في اللطفيّة.
(٣) في (م) : (لما) بدل من : (على ما).
(٤) نهج البلاغة: ٤ / ٣٧ الحكمة: ١٤٧ وفيه: (أو خائفاً مغموراً) بدل من: (مضموراً).
(٥) قوله : (تصرفه) ليس في (م).