موضع بين مكّة والمدينة بالجحفة (١) وذلك بعد رجوعه عن حجّة الوداع(٢) وجمع الرحال وصعد عليها ، وقال مخاطباً : «يا معشر المسلمين ألست أولى بكم من أنفسكم ، قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه ، فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله»(٣).
وهذا الحديث أورده علي عليه السلام يوم الشورى عندما حاول ذكر فضائله(٤) ولفظ المولى قد يراد به المعتِق والمعتَق ، والحليف والجار ، وابن العمّ والناصر والأولى بالتصرّف(٥).
وقال الله تعالى : (مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ)(٦) أي أولى بكم ، ذكره أبو عبيدة ، وقال النبي صلّى الله عليه وآله : «أيّما امرأةٌ نكحت بغير إذن مولاها» ، أي الأولى بها ، والمالك لتدبير أمرها ، ومثله في الشعر كثير ، وبالجملة استعمال المولى بمعنى المتولّي والمالك للأمر والأولى بالتصرّف
__________________
(١) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : قال صاحب الرسالة الوافية : ثلاثة أميال قبل الجحفة. ١٢.
(٢) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : سمّيت به، لأنّه لم يقع منه بعد هذا الحجّ حجّ.
(٣) عيون أخبار الرضا عليه السلام : ٢ / ٥٨ ح ٢٠ ، المعجم الكبير : ٥ / ١٩٥ ، المواقف : ٣ / ٣٠٢.
(٤) الفصول المختارة : ٢٥٢ ، كنز الفوائد : ٢٢٧.
(٥) لسان العرب : ١٥ / ٤٠٨ ـ ٤٠٩.
(٦) سورة الحديد : ١٥.